انصر نبيك محمد عليه الصلاة والسلام

واشوقاه رسول الله

كيف ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام؟!
جاء تلميذ الى استاذه وقال: علمت أنك ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم في
رؤياك. فقال الاستاذ: فماذا تريد يا بني؟! قال: علمني كف أراه, فإني في
شوق إلى رؤياه. قال. فانت مدعو لتناول العشاء معي هذه الليلة لاعلمك كيف
ترى النبي صلى الله عليه وسلم.

وذهب التلميذ لاستاذه, وأكثر له من الملح في الطعام ومنع عنه الماء, فطلب
التلميذ الماء فمنعه استاذه بل أصر عليه أن يزيده في الطعام, ثم قال له,
نم وإذا استيقظ قبل الفجر فسأعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم.

فبات التلميذ يتلوى من شدة العطش والظمأ, فقال له استاذه, أي بني.. قبل ان
اعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم اسالك: هل رأيت الليلة شيئا؟.
قال: نعم. قال: ما رأيت؟. قال: رأيت الامطار تمطر, والانهار تجري, وبحارا
تسير.

فقال الاستاذ: صدقت نيتك فصدقت رؤيتك, ولو صدقت محبتك لرأيت رسول الله!!.

وممن صدقت محبته وبلغت منتهاها مالك بن أنس إمام دار الهجرة الذي قال: ما
نمت ليلة الا رأيت فيها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام, لسان حاله هو
وامثاله:

ما تأخر جسمي عن لقائكم


إلا وقلبي شيق عجل

وكف يقعد مشتاق يحركه

إليكم الحافزان الشوق والامل

فإن نهضت فما لي غيركم وطر

وإن قعدت فما لي غيركم شغل

وكم تعرض لي الاقوام بعدكمو

يستأذنون على قلبي فما وصلوا

رأيت النبي صلى الله عليه وسلم

كيف تعرف أن المرئي هو النبي صلى الله عليه وسلم؟
لقد بين العلماء أن الرائي يعرف أن الشخص الذي رآه في منامه هو النبي صلى الله عليه وسلم أم غيره بثلاث أمور, وهي:
1- أن يقول له الشخص الذي رآه في المنام-مثلا- :أنا رسول الله, أو أنا محمد بن عبد الله, أو : أنا نبيك , أو أي لفظ يفيد هذا المعنى.
2- أن يقع في نفس الرائي, ويستقر في أعماقه أن الذي رآه في منامه هو نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, من غير أن يخبره أحد.
3- أن يقول له شخص آخر – في المنام- : إن هذا الذي رأيته, أو الذي كان
يكلمك, أو إن الشخص الذي تراه, أو سوف يكلمك الآن, أو سوف يدخل عليك, أو
سوف تدخل عليه, هو النبي صلى الله عليه وسلم, سواء رأى الرائي هذا الشخص
الآخر, أو سمع صوته فقط.
بأمر من هذه الأمور الثلاثة - أو أكثر – يتأكد الرائي أن الشخص الذي رآه
في المنام هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم من غير شك, ويطمئن للرؤيا
التي رآها.

--------------------------------------------------------------------------------
الكذب في الرؤيا
إن الكذب محرم في شريعة الله, كبيرة وصغيرة, أسوده وأبيضه, وإنه يتسبب في لعن صاحبه .
قال الله-عز وجل-:{ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} (آل عمران:61),
وإن الله يصرف الكاذب عن الهداية, كما قال الله-عز وجل- : {إن الله لا
يهدي من هو كاذب كفار}(الزمر:3).
وإن الكذب في الأحلام والرؤى من أشد أنواع الكذب, ومن أقبح أصنافه .
قال صلى الله عليه وسلم:"أفرى الفرى أن يرى الرجل عينيه ما لم تريا" (1) ,و"أفرى الفرى " يعني : أكذب الكذب, وأخطر أنواعه.
لذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم عقوبة من يقع في هذا النوع من الكذب,
فقال صلى الله عليه وسلم:"من تحلم بحلم لم يره, كلف أن يعقد بين شعيرتين,
ولن يفعل" (2) .
والتكليف بالعقد بين حبتي الشعير, والربط بينهما, تكليف مستحيل, أي: يكلف
بشيء لا يحدث, كما أنه ادعى في الدنيا حدوث شيء وهو لم يحدث, ونسبه
للواقع, وهو كناية عن إرهاقه وإتعابه, وإهانته واحقاره, ثم يحيق به عذاب
الله الذي أعده للكاذبين.
وإنك إن تصورت فظاعة وقبح هذا النوع من الكذب, حينما يدعي شخص انه رأى
–وهو كاذب- في منامه, شخصا ما, أو أمرا ما من الأمور العادية!.
ولكنك -أخي الحبيب- لا تتصور فظاعة وقبح هذا الكذب إن ادعى إنسان أنه رأى
في منامه النبي صلى الله عليه وسلم , أو أخبره بخبر , أو أمره بأمر!!.
فقد قال صلى الله عليه وسلم :"إن كذبا علي ليس ككذب على أحد . من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" (3) .
فإن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم- المذكور في هذا الحديث –شامل
للكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث والكلام, أو في الرؤى
والأحلام, سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته.

فليحذر بعض الناس من الذين يجيئون ويقولون : رأينا النبي صلى الله عليه
وسلم في المنام, وليس عندهم دليل على ما يدعونه سوى أنهم –مثلا- رأوا رجلا
في ثيابا بيضاء!.. فإن هذا من أعظم الكذب, وأقبح الذنزوب

منقول.